أمريكا تفصل .. والحكيم يخيط .. والعراق يلبس...

أمريكا تفصل .. والحكيم وازلامه تخيط .. والعراق يلبس...


فاجأني السيد الحكيم في تصريحه الناري حين عبر عن "رأي" المرجعية حول الاتفاقية الامنية المشؤومة بين امريكا والعراق وذلك بأن يراعى فيها مصلحة العراقيين المستقبلية وليس الراهنة فقط.. والعهدة عليه في نقل راي المرجعية

هذا يعني بأن المرجعية موافقة وراضية على الاتفاقية من حيث المبدأ والمناقشة في التفاصيل..



ففي الوقت الذي تتعالى فيه الصيحات والنداءات الشعبية والعربية والاسلامية بإجهاض ما يسمى بالـ"الاتفاقية الامنية طويلة الامد بين العراق وامريكا" قبل ولادتها، نرى بأن أطراف هذه الاتفاقية الثلاثة (امريكا – الحكومة العراقية – الحكيم" يسارعون بخياطة أوصالها بالسرعة الممكنة قبل ذهاب بوش من الرئاسة الامريكية ، ولفظة "خياطة تفاصيل الاتفاقية" يذكرني بالقصة العالمية حول الدكتور العبقري الذي يقوم بجمع أوصال الاموات وأعضاءهم من المقابر ويخيطها ببعضها البعض ليخلق في نهاية المطاف غولا أسماه في القصة "فرانكشتاين".

والمتتبع لخطى المعممين العملاء في النجف لفترة ما بعد الاحتلال فيما يخص المسألة الامريكية في العراق يلاحظ بأن الحكيم وبقية العملاء بدلا من ان يكونوا ممهدون للإمام المهدي – حسب تعليمات المذهب الذي يمثله- ، نراهم على العكس من ذلك، فهم يعملون عمل الممهد الرئيسي "للدجال الاكبر أمريكا" في العراق والشرق الاوسط، وهذا واضح من خلال دورهم البارز في لعبة الانتخابات والتي أوجبوا فيها على الشيعة المشاركة فيها وهو يعلم جيدا ان المرشحين للحكم هم من "خيرة" حرامية هذا الزمان، وقد رأى بأم اعينيهم ما آلت اليه هذه الانتخابات من نتائج سلبية مزمنة على البلد والشعب لا يمكن معالجتها على مدى المئة سنة القادمة، ولم يكتف السيد بذلك ويضع رأسه تحت الوسادة لا فوقها، بل استمر بممارسة دوره المهم في حماية المصالح الامريكية في العراق عن طريق "الصمت" والتكتم والسكوت على جرائم الادارة الامريكية وجيشها المؤلف من الملحدين واليهود والساقطين اخلاقيا، فمن جرائم ابو غريب الى قتل واعتقال المدنيين الى التدخل بشؤون العراق حتى الصميم وصولا الى جريمة "تمزيق القرآن الكريم" بالرصاص الامريكي بكل وقاحة وجرأة، وغيرها الكثير مما يؤلم القلب ويدمي الفؤاد " لم يحرك ساكنا بل اكتفى بنداءات التنديد والشجب الخجولة لغرض الاستهلاك المحلي.

منقول